أما هذا الصباح لا أريد أن أستيقظ من الحلم، و أجد نفسي قد فعلتها، انتصرت إلى الكبرياء الذي يحيل كل نفس إلى تحد آخر مع الدنيا، هذه النفس التي تنسى كل ما حولها من منع، وتتفكر فقط في ذاتها، وكأن في رفضها المتعنت تكمن بقاع، حارات، زوايا، تكايا، وأسقف تعتليها وتهتف أنا المنتصر,؟
هذا الصباح أريد أن أكون كأي صبية تحلم بالحب، أو ربما الفارس المغوار، الذي ما كفت كل الأساطير تتحدث عن حصانه الأبيض، – وما رأينا يوما فارسا يمتطي حصانا أبيض-، أو لعلي أريد أن أكون زوجة كالتي ودعت زوجها إلى العمل نائمة وتتخيل في صورتها الذهنية ، يهديها وردة عند عودته، أو ربما أما تنجنب طفلة جميلة لا تكف عن الصراخ ليلا، والتبسم لها أن صراخها هو الطريق إلى الجنة..
أو لعلي أتفكر في جنة الأرض، و كل ما وعدنا به في السماء العليا، ألا يحق لنا يارب العالمين أن يكون لنا من هذا نصيب في الدنيا!، إنما نحن نصبر أنفسنا، ونقول سيكون لنا قصر هناك حيث وعد الله الحق، نتصالح مع ذواتنا حد العزوف عن الواقع، والتكبر عن النفس، وإحالة كل فعل إلى انتصار على الموبقات والصغائر، لن ألبس هذا، لن أتحدث هكذا، لن أفعل هذا، سأحذف هذا، وسأكون إنسانة مطيعة، كل ما حلمت فيه في الصباح سيذهب أدراج الرياح، وفي دهاليز الجسد حيث القاع، ولا أحد يسمع حتى أنفسنا نقول : أحلم، أحلم
رائعة!