لقد تمكنا من سماعه، وتمكنا من مشاهدته، استطعنا أن نميز ابتلال ملابسه بالوقود، وأكملنا المشاهدة حتى آخر نفس، أجسامنا مقشعرة، وأنفاسنا مقطوعة، وتحسبنا باسم الله الواحد، وبرأنا تلك الطائفة من ملتهم، وعدنا ننام على فراشنا ننتظر الغد.
يلا بؤسنا وهشاشتنا، امتد فينا البحر وغرقنا في الطوفان، واجتزنا اللاوعي، واعتدنا تقبل الموت فعل يومي كغسيل وجهك الصباحي من قدى النعاس، إنها التعاسة بعينها، والشقاء بكل ما تجسد فيه من أفعال، نعيش تاريخا يطعننا بأحداثه دون أن يكون لنا أي وجود فقط عدد بشري ، ربما فقد القدرة على الألم، وربما تجمدت حواسه الست ، وربما مات ويعيش حياة أخرى بلا هو.
لقد احترقنا بآخر نظرة له، واشتعلت فينا الحياة، تظللنا بالرحمان رأفة أن لا يطالنا العد. وأغفلنا أفئدتنا عن الوجع، وكتبنا تبرأة لأنفسنا من الوقوع في مصيدة اللاشعور.
أننا نعيش بلا نحن، ونشعر بلا قلب…