دوما كنت أتسأل باستغراب عن الآلية التي يتكون فيه الأصدقاء، كيف لشخص ما أن يصبح بعد فترة من الزمن صديق لك، وما هي الأخبار والأسرار التي يمكن أن تتشاركها.
مازلت أجهل الإجابة عن هذا السؤال، حاولت في عدة مرات أن أكسر القاعدة وأكون صريحة لحد كبير مع ثلة من المحيطين بيّ، ولكن تكتشف بعد فترة وجيزة أنه كان يجدر بك الصمت قبل أن تتحدث عن ماضيك، أو أن تخبر أي أحد عن الفترة التي سبقت معرفتك به، أو حتى عن ما تمر به، لأنك في غمرة اكتشاف سر العلاقة التي تجمعكما، لا تتبه إلى الرابط الذي يجمعكما وماذا تشكل أنت بالنسبة له، لا تفكر أنك قد تكون كأي أحد عابر شاركه مكتبه، أو أي زميل عمل يخبره قصصه الخاصة، إننا نفترض أمور كثيرة عمن حولنا دون الأخذ بعين الاعتبار ماهية وحقيقة رددو أفعالهم عما نخبرهم به.
لقد استطعت أن أكون صداقات عبر السنوات، ولكن لا أستطيع أن أقر ما مدى قوة هذه الصداقة، عدا تلك التي ساهم القدر في تكوينها قبل أن أعرف للتفكير درب، حيث اجتمعنا في سن السادسة وها نحن ما زلنا نتواصل حتى هذه اللحظة، وقد كبرنا معا منذ تلك اللحظة ما يزيد عن عشرين عاما، غير ذلك فأن أرهنه لحظنا مع نفوس من حولنا.
من الأفضل لصحة عقولنا وقلوبنا أن لا نفترض أن أحدا صديقا لنا، إلا أن أظهر الأيام لنا رابطا أقوى من معتقداتنا وتخيلاتنا، حتى لو كانت العلاقات قائمة على مبدأ المصلحة المشتركة أو خذ وهات، دوما فكر جيدا بكل ما يدو رمن حولك ولا تعتبر نفسك محيط الكون وأن ما عليك أن تفترضه هو الأصلح والأفضل.