اليوم لم أكن قد قررت أن أكتب شيئا، أو أن أنتبه لتفاصيل كثيرة تحدث من حولي، على الرغم من أن الجميع يتغنى ويشدو بوقع سقوط الأمطار على أرضنا المحترقة، ويتفائل بالقادم.
في لحظة واحدة على الرغم من كل الجماليات التي تحيط بي، شعرت أن هذا اليوم ليس يوم حظي، ابتداء من صباحه الذي تضمن تجربة غير جميلة مطلقا في اطار العمل، حيث أن شعرت بالغباء اتجاه قضاء وقت طويل في إدارة مهمة على مدار عدة أشهر، وكان نتائجها بعيدة كل البعد عن الهدف المرصود لها، لاشك كوني المسئولة تحملت الجزأ الأكبر من سوء الفهم، وتقبلت الأمر، وعشت الواقع أن كل من حولي ثد يشير بإصبعه ويقول، واجهت صعوبات في توصيل المعلومة…عدم الراحة مما حدث طبيعي ولكن لن أحمل ذنبي نفسا أكثر، لأن كل تجربة درس مستفاد، وفكرت كثيرا بما يجب ولا يجب إلا أن توصل أن لاشك من معرفة توقعات الآخرين قبل الخوض في التجربة .
أما ما سبب لي الصدمة، هو سؤال وجه إلي من أحد الزملاء، وكان بالنسبة إلي غير مقبلو مطلقا أن يسأل، لأنه من أكثر الأمور البديهية التي عليه أن يتقنها، وربما أخطأت مرة أخرى أني سمحت لملامحي أن تفضح ما يختبأ خلف ستار عقلي، مما أدى إلى تصادم باطني دفعه إلى أن يعتقد أني أهنته أو تخطيت حدي، وهو ما فاجأني حيث أن الأمر لا يحتمل هذا الموقف، بكافة الأحوال، مرة أخرى حتى لو أنت المسئول عليك أن تفكر ألف مرة بما يجب وألا يجب، وكل يوم يتضح أنك حتى لو اتبعت كل قواعد الإدارة والحياة والذوق في التعاطي مع الأفراد فإنك لن تستطيع أن تتبنى كقانون كل فرد حتى تستطيع أن تعيش مرضيا كل من حولك،
الحياة لن تمنحك كل يوم طاقة لتفهم قوانين الأفراد الفردية، ولكن عليك أن لا تتجاوز حد مبادئك ولو في نظر الآخر أنك خطأت فلا يعني بالكلية أنك فعلا أخطأت.