ان الخطيئة تكبر معي كل يوم وتزيدني جهلا بل وأكثر ترديني قتيلة الهوس والهلوثات، بحلول العام الجديد يصبح الحلم طريدا أصعب من أن يُلاحق أو حتى يُرى له مكان. ويصير الوهم جزءا لا ينفك يتوغل في قلبي ويستل ما تبقى من اليقين، وأغوص في خطيئة الجهل والقصور. تكاد تلك الصبية الغراء تتلاشى كما سراب في الصحراء، ويزداد السوء في الرحيل الذي يعمق البعد وينتصر لعبودية الشرق.
لم تكل هذه المدينة الميتة من نسج الأكفان للأحياء، وما تزال تعد الموتى تلامذة يصطفون صباحا رافعين راية الوطن عاليا، سيأتي العام الجديد ولم تغسل السماء رائحة الرماد،على الرغم من البرك التي ملأت الشوارع من بكاء السحب في آخر كانونها الأول.
هذا العام هدمت منازلا كثيرا وارتفعت عوضا عنها صناديقا بشعة على علو شجرة سرو حزينة على الأحجار التي هدرت حكاياتها، كأن التاريخ يريد أن ينفخ آخر ذكرياته العابرة ها هنا.